{لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22)}{مَئَابًا} قدم عليه لكونه نكرة ولو تأخر لكان صفة له أي كانت مرجعًا ومأوى كائنًا لهم يرجعون إليه ويأوون لا محالة وجوز أن يكون خبرًا آخر لكانت أو متعلقًا آبًا أو رصاد، وعليه قيل معنى مرصادًا لهم معدة لهم من قولهم أرصدت له أي أعددت وكافأته بالخير أو بالشر ومآب قيل بدل من مرصادًا يلي جميع الأوجه بدل كل من كل وقيل هو خبر ثان لكانت أو صفة لمرصادًا وللطاغين متعلق به أو حال منه على بعض التفاسير السابقة في كانت مرصادًا فتأمل وقرأ أبو عمر والمنقري وابن يعمر أن جهنم بفتح الهمزة بتقدير لام جر لتعليل قيام الساعة المفهوم من الكلام والمعنى كان ذلك لإقامة الجزاء وتعقب بأنه ينبغي حينئذٍ أن يكون {أن للمتقين} [النبأ: 31] أيضًا بالفتح ومعطوفًا على ما هنا لأنه بكليهما يتم التعليل بإقامة الجزاء إلا أن يقال ترك العطف للإشارة إلى استقلال كل من الجزاءين في استدعاء قيام الساعة وفيه نظر لأنه بذاك يتم الجزاء وأما نفس إقامته فيكفي في تعليلها ما ذكر على أنه لو كان المراد فيما سبق كانت مرصادًا للفريقين على ما سمعت لا يتسنى هذا الكلام أصلًا وقوله تعالى: